جميع حقوق النشر في هذه المدونة تخص ورثة عزيز الحجية ويمنع نقل اي محتوى دون الرجوع لهم وطلب ذلك منهم

ولد الباحث المرحوم عزيز جاسم محمد خلف الحجية في بغداد محلة حمام المالح في شهر رمضان المبارك سنة 1339 هجري - 1921 ميلادي ختم القرأن على يد الملا لالة ابراهيم في محلته ثم دخل مدرس الفضل الأبتدائية للبنين فالغربية المتوسطة للبنين ثم التحق بالدورة الأولى في مدرسة الثانوية العسكرية في 27 /12 /1938 فالكلية العسكرية حيث تخرج ضابط 1 / 7 /1942 شارك في حربي مايس 1941 وفلسطين الجهادية 1948 .اوفد الى بريطانيا لأ مري السرايا سنة 1954 وسافر مع الوفود الرياضية الى عدد من الأقطار العربية كسوريا ولبنان ومصر والبحرين والدول الأجنبية كتركيا وايران والأتحاد السوفيتي وايطاليا وفرنسا والصين الشعبية واليونان وجكوسلوفاكيا وبلجيكا وتدرج بالرتب والمناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة عقيد احيل على التقاعد في 15 / 2 / 1963 اشتغل بالتجارة وانتمى الى غرفة تجارة بغداد وفتح مخزن للتجهيزات المنزلية بأسم اسواق عزيز الحجية في شارع 14 رمضان 1964 ولم يوفق بعمله فأغلقه .ثم فتح مكتب ثقافي بالمشاركة مع صديقه الحميم المرحوم عبد الحميد العلوجي باسم مكتب العلوجي والحجية لتعضيد ونشر الكتب الثقافية والخاصة لأخذ بأقلام الناشئة لكنه لم يوفق به فأغلقه في عام 1969 .عين في اللجنه الأولمبية الوطنية العراقية اول سكرتير متفرغ في حزيران عام 1971 وانهيت خدماته بها في اب 1982 .عين محرراً في مجلة الفروسية في تشرين الأول 1984 وانهي عقده في حزيران 1987 بسب احتجابها عن الصدور .تزوج عزيز الحجية عام 1950 وله ست بنات (حياة - دنيا - زينه - لينه - عزيزه - انعام ) وتأثر في كتاباته الأدبية بخاله المربي الكبير الشاعر المرحوم عبد الستار القره غولي وبأبن عمته الشهيد الرئيس الركن نعمان ثابت عبد اللطيف والذي كان يسكن معه تحت سقف واحد توفى يوم الخميس المصادف 12 /10 /2000 ميلادي بعد عناء طويل عاشه بسب المرض حتى انه ضعف بصره اخر ايامه يرحمه الله .الف عشرون كتاب سلسلة كتب بغداديات التي تتضمن من سبع اجزاء كانت تصويراَ للحياة الأجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام وليعلم القارئ جمعها من افواه المعمرين من افراد عائلته واقاربه وابناء الطرف والأصدقاء الذين تكتنز ذاكرتهم بمعلومات لابد من تسجيلها اذ بدأوا يتصاقطون كأوراق الأشجار في فصل الخريف .
بغداديات الجزء الأول صدر سنة 1967
بغداديات الجزء الثاني صدر سنة 1968
بغداديات الجزء الثالث صدر سنة 1973
بغدايات الجزء الرابع صدر سنة 1981
بغدايات الجزء الخامس صدر سنة 1985
بغداديات الجزء السادس صدر سنة 1987
بغداديات الجزء السابع صدر سنة 1999
وله بقيت الثلاث اجزاء من بغداديات مخطوطة باليد ولم يوفقه الله بنشرها حيث توفي قبل نشرها .
الأمثال والكنايات في شعر الملا عبود الكرخي صدر عام 1986
مجموعة حكايات شعبية دار ثقافة الأطفال عام 1987 لم تضهر للوجود وأختفت ونحن نبحث عن الأسباب
المايونــــي يغرك قصة تمثيلية تتضمن معظم الأمثال العامية صدرت سنة 1958
السباحة فن ومتعة
اقتل لألى تقتل
الأشتباك القريب
فنون السباحة والصيد والقتال والكشافة
الشيخ ضاري قاتل الكولونيل البريطاني لجمن بالمشاركة مع الكاتب عبد الحميد العلوجي صدر سنة 1968
تمارين البندقية
ومن المقالات التي نشرت بعد وفاته في مجلة التراث الشعبي لسنة 32 العدد الأول صدرت في سنة 2001.
كتب الأستاذ خضر الوالي ... رحل عنا ابرز الكتاب والباحثين في الفولكلور العراقي الأستاذ عزيز الحجية .
كتب الأستاذ حسين الكرخي... عزيز الحجية ضاهرة تراثية لا تتكرر .
كتب الأستاذ مهدي حمودي الأنصاري ... الباحث الفولكلوري عزيز جاسم الحجية.
كتب الأستاذ رفعت مرهون الصفار ... الحجية صديقا وباحثاَ .
وكتب الأستاذ جميل الجبوري ... الراحل عزيز الحجية كما عرفته .
وكتب عنه كثيرون ... الأستاذ عماد عبد السلام رؤوف , الأستاذ فيصل فهمي سعيد .
وهناك رسائل كثيرة تشيد بالبحث الفولكلوري وكتب بغداديات ومؤلفات والدي منها الأستاذ الجليل البحاثة كوركيس عواد والأستاذ عدنان شاكر علي ونشرت جريدة بغداد في عددها 1969 الصادر في 16 شباط تحت عنوان جولة اخرى مع بغداديات للأديب الفنان والصديق الوفي ناجي جواد الساعاتي.
الأستاذ عزيز عارف .
كتب الأستاذ الكبير الأديب المعروف عبد القادر البراك في مجلة الف باء تحت عنوان ( اطرف كتاب عن التراث البغدادي ) .
والأستاذ الجليل عبود الشالجي .
والأستاذ الكبير البحاثة ميخائيل عواد.
والأستاذ الجليل حسان علي البزركان .
وعن كتابه المايوني يغرك اشاد بهذة الأنتاج الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى جواد حيث يقول .. قد سلك الأستاذ عزيز جاسم الحجية طريقة جديدة الى تسجيل الأمثال العامية البغدادية ونأمل ان يتوفر على جمع حكايات الأمثال البغدادية فيما يستقبل من زمانه والله تعالى المسؤول اني يوفقه للخير والنجاح .
هذه نبذة وما تكنه ذاكرتي عن حياة والدي المرحوم عزيز جاسم الحجية فأرجوالمعذرة من الأساتذة والباحثين ومن كتب عنه ولما تساعدني المصادر والذاكرة عن ذكر اسمائهم واحب ان اشكر كل من كتب عن والدي في حياته وبعد مماته واحب ان اشيد واشكر الأستاذ حامد القيسي بالجهود التي بذلها لأقامة الحفل التأبيني في قاعة وداد الأورفلي .
وأتأمل من كل الذين عرفو عزيز الحجية المعروف بعشقه لبغداد عاصمة المحبة والمودة والتقاليد الأصيلة مما يتوفر اليهم من ذكريات او لقائات او ممن بحوزتهم رسائل ان يساهمو في اغنناء الأبعاد الغائبة عن هذه الشخصية البغدادية عزيز جاسم الحجية الذي ظل قلبه حتى اخر لحضة في حياته معلقاَ بباب الزوراء.
دنيا عزيز جاسم الحجية
القاهرة -26 /2/2008


بســـم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أعزائي القراء الكرام تحية طيبة ....لقد أنتهيت من نقل الجــزء الثاني من سلسلة كتاب بغداديات الصادر في بغداد -مطبعة شفيق سنه 1968أولى الكثير من الاساتذة الافاضل عناية فائقة واهتماما كبيرا بمدوني التي انقل بها كتب والدي (رحمه الله) مما حثني على تعبئة الجهد للاجــزاء الاخــرى منه ولقد سجلوا كلماتهم ..ووصلتني رسائل كثيرة على الايميل الخــاص ..محملة بكلمات الثناء ومن هنا احب اقدم لهم جميعا بالشكر الجــزيل والثناء الصادق راجية منهم جميل الصبر على مطالعة الذخائر الكريمة من تراثنا الشعبي ..وعسى ان ايقى عند حسن ظنهم ولايفوتني ان اقدم شكري للاستاذ الفاضل كاظم جواد المحترم الذي ساعدني بنشر بعض المقالات في الصحف العراقيه تحت عنوان من اوراق الباحث عزيز الحجيه في جريدة المدى وجريدة المؤتمرواحب ان اشكر من شجعني لانشاء المدونه صديقتي السيدة حواء سلمان العبيدي المحترمه والسيدة الاعلاميه رؤى حسان البازركان المحترمه والدكتور عبد الستار الراوي المحترم واحب ان اشكر من ساعدني وعلمني عالم الحاسبه والانترنيت والمدونات لاني كنت بعيدة عن هذا العالم فلهم الفضل بجعلي ملمة به فشكري الى السيد حسين الخفاجي المقيم في هولندا (البابلي ) وابني ليث رائد وبفضل الله وفضلهم دخلت بغداديات عزيز الحجيه عالم المدونات واعادة نشر التراث البغدادي ولديه ملاحظة للقراء الكرام أعزائي من يحب نشرموضوع من المدونه في المنتديات ...ارجو كتابة المصدر للامانة الادبية وهذا شئ متعارف عليه ولكم مني جزيل الشكر

دنــيـا عزيز الحجيــــه

الاثنين 15-6-2009

القاهرة

الخميس، 18 سبتمبر 2008

عقائـــد بغداديـــــة

عقائـــــــــــد بغداديــــــــــــة
الحســــــــــد(اصابة العين والتنشير) --
يخشى اهل بغداد (العين )فاذا قال احدهم مثلا (كمال صايره صحته زينه)صاحت امه او احدى قريباته (حيه وراك--- كول ماشاالله)وعند خروج ذلك القائل رجلا كان او امرأة من البيت توقد الام النار لترمي فيها الملح والحرمل ثم (تنشر)لابنها بالاسلوب التالي:تمسك بيدها ورقة زرقاء من اغلفة كلال شكر قند ثم تثقبها بدبوس او ابرة قائلة (نشرت لك من عين امك واباك ومن عين الكصيره الدحداحيه والطويله الرماحيه ومن عين بنت البيت المخفيه وعين فلان وفلان وفلانه)ذاكرة اسماء من تعتقد بخطر اعينهم على ابنها ثم ترمي تلك الورقة في النار ايضا وتبخر ولدها بالدخان المتصاعد
وبين البغداديين من يعتقد بان الحجاب يمنع العين ويحفظ الولد من اصابتها ولذلك علق اغلبهم في ملابسهم قطعة سوداء من الجلد في داخلها حجاب كتبه الشيخ ومنهم من يعلق سن الذيب او عفصة او ام سبع عيون في ملابس الولد او في (كاورية)الطفل طردا للعين الشريرة وحفظا لاولادهم من النفس اى (الحسد)وقد قالوا قديما (عين الحسود بيها عود)و(الحسودلايسود).
الخســــــــــوف--
من درس المجموعة الشمسية يتذكر بان الارض حين تكون بين القمر والشمس وهو بدر تحجب عنه النور فلا يظهر للعيان فترة قصيرة واهل بغداد يعتقدون ان القمر في هذه الحالة قد ابتلعته الحوته
فحبا بالقمر المنير الذي تغزلوا به كثيرا وشبهوا به حسانهم حيث قالوا (اشلون وجه مثل فلعة الكمر)يحملون صغارا وكبار الى السطوح جميع ادوات الصفر الموجودة في البيت كالقدر والطشوت وغيرها ويبدأون بالضرب عليها وهم متجهون الى ناحية القمر منادين باعلى اصواتهم :
يا حوتــــه يامنحوته****هدي كمرنه العالي
هذا كمرنه انريده****هو علينه غالي
وانجان متهدينه****ادك لج بصينيه
ويستمرون هكذا حتى يظهر القمر رويدا رويدا بعد ان (تزوعه الحوته)وعندئذ تنطلق الهلاهل وتقام الافراح بنجاة محبوب الجميع من فم الحوت .والغريب ان الانسان اليوم في طريقه الى القمر ولا زال بعض البغادة يهددون الحوته بالضرب على صوانيهم اذا لم تترك القمر
عقائـــــد وعوائــــد --
يعتقد البغداديون ان حكة اليد اليمنى تعني ان صاحبها سيحصل على دراهم -وان حكة الخد تدل على مجيء ضيف عزيز تبادل معه القبل على الخدود وان حكة الخشم (الانف) تبشر باكلة سمك وان حكة الرجل اليمنى تشير الى ان احدهم ذكر صاحبها قدحا او مدحا وان رجفة الكتف تدل على لباس جديد وان وجود شعراية باللسان ينبيء بوصول صوغة اى هدية
ومن عوائد البغداديين ايضا اذا سافر احدهم فان زوجته لاتتصنع ولا تتزوك(اى لا تتجمل ولاتحف شعر وجهها ولاتستعمل اية مادة من مواد التجميل)حتى يعود زوجها واذا سكنت عائلة بجوار عائلة اخرى فمن واجب الجوارين تكريم الجار الجديد بارسال (خبر)فحواه ان غذاء يوم الغد سيكون من بيت فلان. وهذه من العادات اللطيفة التي تتيح الفرصة للعائلة الجديدة في ترتيب البيت وفرشه وتنظيفه فضلا عن ان ام البيت (تعبانة) ولا وقت لها تصرفه في طبخ الغذاء (لصاحب البيت والجهال). وهي كذلك عادة توطد اسباب التعارف الذي لابد منه بين (الجوارين) وهكذا تبقى العائلة الجديدة مدة اسبوع او اكثر والجوارين يتناوبون في ارسال صواني الغداء الحافلة بكل مالذ وطاب
ومن عادتهم ان الابن لايدخن السكارة بحضور والده حتى لو كان الولد متزوجا وعنده اولاد وكذا الاخ بالنسبة لاخيه الاكبر زياة في الاحترام كما لايضع (رجل على رجل )اثناء الجلوس في مجلس يجمعه بمن هو اكبر منه سنا كما ينهض هو وجميع الحاضرين عند دخول رجل اكبر منهم سنا وتلك لعمري من الصفات الحميدة
واذا وجد احدهم قطعة خبز على الارض فانه لايطؤها بقدمه بل يلتقطها ويقبلها ثم يضعها في ( زرف الحايط ) او بالقرب منه كما انهم يلتقطون من الارض كل ورقة مكتوبة ويحرقونها او يضعونها في ثقب الحائط ايضا خشية ان يكون فيها اسم الله جل جلاله
الخيره(التطلع للستقبل ) --
هناك بين البغادة من يعتقد بقراءة فنجان القهوة ومنهم من يعتقد بالفتاح فال او عداد النجم او الطشه ومنهم من يعتقد بخيرة الدرب التي يمكن ان تتلخص بما يلي :تجلس امراة في ليلة الجمعة مع التمجيد (قبل الاذان )في مفرق اربعة طرق بعد ان ترمي بكل طريق حجرا وتنوي قائلة (ياخيرة البدرب انطيني مابالكلب) ثم تجلس ساكتة الى ان يمر شخصان يتحادثان فيما بينهما فتسمع تلك الحرمة (المرأة) حديثهما وتفسره.واليكم مثلا :اذا قال المتحث (اني كتله اموافق روح واتوكل على الله)فتكون هذة الخيرة راشدة (جيدة)ولذلك تعود الى بيتها فرحة مسرورة واذا حصل العكس عادت جازعة يائسة
وهناك من البنات من تتناول لفة خبز وبصل قبل النوم في ليلة السبت وتقول (ياسبت ياسبوت راويني بختي كبل ما موت )فترى حلما في تلك الليلة تقصه صباح اليوم التالي على امها التي تصغي الى وقائع الحلم وهي تردد كلمة (خير-خير)ثم تفسره اذا كان في صالح ابنتها حسب اعتقادها واذا كان رديئا لايبشر بخير فانها تقول لابنتها (روحي احجيه بالطهاره)حتى يفسد ذلك الحلم
التفاؤل والتشاؤم --
يتفاءل البغداديون باللون الابيض ويقولون في معرض الخير لاحدهم (بيضه بوجك حشه اعيونك) ولذلك يبيتون في الدار الجديدة-قبل ان يسكنوها-اللبن او الحليب مع القران الكريم وهو مفتوح على سورة (انا فتحنا فتحا مبينا)مع مرأة وخضروات وماء لاعتقادهم بانها تجلب لهم الخير والسعادة
ويتفاءلون برؤية الهلال في وجه محظوظ وسعيد او في المرأة او الماء ليعيشوا طوال الشهر سعداء والا كان العكس
ويتفاءلون بنحر الذبائح عند الشروع ببناء الدار الجديدة عند دك الاساس وعند وضع التكم تمهيدا للتسقيف وعند تثبيت باب الحوش وعند اكماله والانتقال الى سكناه
ويتفاءلون بدفن قطع نقود فضية في عتبة الباب عند نصبها وذلك طمعا في الخير والرزق
ويتفاءلون بوضع حدوة حصان قديمة او فردة حذاء قديم او قرن كبش او راس غزال او لعابة من القماش محشوة بالحرمل وعليها ام سبع عيون .... فوق مدخل الدار من الخارج لطرد عين الحسود
واذا اعتزم احدهم القيام بعمل ما (وعطس)احد بقربه عطسة واحدة يتريث في عمله قائلا (صبر)اى عليه ان يصبر ويؤجل تنفيذ ما قرر واذا عطس عطستين متتاليتين فانه يقول (راشدة)وينفذ ما عزم عليه
واذا رفت العين اليمنى فانهم (رجالا ونساء) يتشاءمون من ذلك وتفسرون تلك الرفة بالبكاء اما اذا رفت العين اليسرى كان ذلك دليل الخير والتفاؤل الحسن .ومن النساء من تضرب العين اذا رفت بالنعل الذي تنتعله قائلة ---ياعين اذا خير رفي واذا شر عفي
والبغادة لايكنسون الدار ليلا كي لاتطير البركة ويكنس الخير ولايذكرون اسم البيضة ليلا ولايدخلونها الدار واذا اجبروا على ذكرها سموها دحرجة باعتبار ان البيض يقدم لعائلة المتوفي بعد اخراج الجنازة (كفكوك ريك) لذا تشاءموا منها ليلا وهم ايضا لايدخلون في بيوتهم الخيط الابيض او القطن ليلا لنفس العلة التي قهرتهم على التشاؤم من البيض ولا يلفظون كلمة (حية)ليلا واذا اجبروا على ذلك قالوا (الحبل)او (الطويلة)لانهم يعتقدون ان مجرد ذكرها يسبب دخولها في البيتوتعرضهم الى اذاها .ولا يفصلون الفماش الاسود ليلا دفعا للحزن ولنفس السبب لايستعيرون القدور في الليل
ولا يتركون المقص مفتوحا (كي لاتنفك حلوك الدنيا عليهم )ولا يقلمون اظافرهم الا في يوم الجمعة (شرط ان يجمعوا قلاماتها)ويرموها في
سنارة الباب حفظا للرزق
ولايخيطون ملابسهم ليلا اذا كان لهم فقيد لم تمض على وفاته سنة لاعتقادهم بان وخز الابرة في القماش يؤذيه
ويتشاءمون من صوت البوم واذا سمعوه قالوا (سجين وملح)لاعتقادهم بان السكين والملح يبعدان البومة
ويتشاءمون من نعيق الغراب واذا سمعوه قالوا (خير -خير )ومن اللون الاسود ---فهم يقولون عند الدعاء بالسوء لمن اذاهم (سوده بوجك انشاء الله)او (ظلمة ابعينك)---ولكنهم يلبسون السوداء شعارا للحزن
ويتشاءمون من وجود (العزيزه)في اللحم ولذلك يخرجونها ويرمونها بعيدا عن البيت لانهم يعتقدون بان وجودها يؤدي الى (خبثان الخاطر)وشجار بين افراد العائلة كما ان القصاب عند اخراجه العزيزه من اللحم يضربها بالسكين حتى يبطل مفعولها الخبيث,,واذا حصل سوء تفاهم في بيت ما فان جارتهم تسائلهم (اشصار عدكم قابل ذابين ابيتكم عزيزه) والعزيزه عظم في مفصل رجل الخروف (في الفخذ)يقارب حجمها حجم الدرهم اليوم وقد يرسم بعضهم عليها وجها بشريا ويضع في عينيه الكحل وفي وجنتيهالحمرة ويعصبه بعصابة -اى يشد راسه ثم تدفن هذه العزيزه المصورة بالقرب من باب البيت نكاية باهله وتحفيزا لهم على الخصام فيما بينهم وقد نظم الشاعر الشعبي المعروف الملا عبود الكرخي ذلك شعرا بقوله:
ابعتبة حوش (العزيزه)يدفنوها*****يكحلوها يسبدجوها يحمروها
ويعصبوها وينقشوها ويلكجوها*****بذاك الحوش حتى تكثر العركات

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

عيد الفطر --عيد الزغير


عيـــــــــــدالفطر---عيــــــد الزغير


تزدحم الحمامات في ليلة العيد بعد ان يقصدها الاباء والابناء وقد حلقوا رؤوسهم قبل يوم او يومين ثم يرتدون ملابس العرفات وهو اليوم الذي يسبق العيد (وقد جاءت هذة التسمية من وقفة الحجاج على جبل عرفات في ليلة عيد الاضحى)وفي صباح يوم العيد ينهض صغار العائلة مبكرين وامهم تعاونهم على ارتداء ملابسهم الجديدة التي كانوا قد وضعوها بالقرب من محلات منامهم وبعضهم يضعها جوه راسه

اى (تحت الوسادة).اما الرجال فينهضون مبكرين ايضا للذهاب الى الجوامع لاداة صلاة العيد وزيارة المقابر وقراءة (سورة ياسين)من القران الكريم على ارواح موتاهم وتحتشد النساء في المقابر حيث يبكين عند قبور ذويهن .اما الصغار والصبيان فيذهبون الى محلات اللهو الفرجة راكبين الحمير والكدش (جمع كديش وهو البغل) ويأنسون بالمراجيح ودولاب الهواء والفرارات وغيرها ويأكلون لفة بيض او كبة او سميط وغير ذلك مما كان يباع في الفرجة اذ لابد من صرف عيدياتهم

كانت في بغداد عدة محلات (للفرجة )كالتي في باب المعظم وشيخ عمر وباب الشيخ والكرادة وشيخ جنيد وغيرها

دولاب الهـــــــــواء --




خشبتان طويلتان في اعلاهما عارضة على جانبيها دولابان مربعا الشكل متصلان من اطرافهما بعوارض خشبية تتدلى منها صناديق وفي كل صندوق يقعد صبي او صبية ويدار الدولاب من فوق الى تحت فتصعد الصناديق بهم وتهبط اثناء دورانه ومنهم من يتراشق بالاحذية واليمنيات اثناء صعود الصناديق ونزولها وقد نظم المرحوم الشاعر المله عبود الكرخي ذلك شعرا حين قال:

وجنه بالقنادر دوم في دولاب*****الهوه بالعيد نلعب اتعس الالعاب

تسمع على رؤس الزلم طاب طاب*****مثل قرع الطبل حذيان عالهامات

هذي الملعبه مخصوصه بالاعياد*****والواعيبها رياجيل مو اولاد

واحد انا منهم فكم صحت الداد*****من الكواليش والجزمات والكالات

الفرارة --

دولاب كبير افقي مركوز على عمود من مركزه يعلف باطرافه صناديق وتماثيل خشبية شبيهة بالخيل والظباء.يقعد الصبيان في الصندوق او يركبون التماثيل الخشبية وحين يدار الدولاب تدور بهم تلك الصناديق والتماثيل

المرجــــوحة --

تقام على خشبتين طويلتين مدعومتين في اعلاهما عارضة يعلق فيها حبلان ويناط بهما صندوق شبيه بالمهد وهناك نوع اخر من المراجيح الفردية تقام بربط الحبل بين عمودين من جذع النخيل ثم تطورت الى مراجيح حديدية نشاهدها اليوم في الحدائق العامة ورياض الاطفال وللصبيان اغنية خاصة يرددونها اثناء التمرجح مطلعها:

شوط شوط عيده****لجمله وزيده

واجفي عليه المنخل ****شنخل شنخل بالمنخل

المعايــدات --

تجري المعايدات حسب الاعمار فالصغير يعايد الاكبر ويقبل الصغار ايدي والديهم ومن معهم في البيت كالام والاخوة والاخوات والعمات اما الرجال فيقبل بعضهم بعضا (وكذا النساء الصديقات)متبادلين عبارات التهنئة وهي (ايامكم سعيدة- اسعدالله ايامكم -كل عام وانتم بخير -انشاالله عيد الجاي ابيت الله -انشاالله عريس -انشا الله عيدالجاي الولد ابحضنك )وغيرها

ومن عادة البغادة في ايام العيد اعطاء بعض النقود الى اولادهم واقربائهم وحتى اولاد الجيران والاصدقاء وتسمى (عيديه)ومن هؤ لاء من يصرفها بالفرجة او يخسرها بلعبة (اللكو)او (السي ورق)وبعضهم يعطيها الى امة او يضعها بالقوطية (وتسمى قوطية التجميع )وهي علبة مغلقة من جميع جهاتها وفي واجهتها فتحة تسمح بدخول اكبر فئة نقدية وتصنع اما من الخشب او التنك وهي تعود الاطفال منذ نعومة اظفارهم على الاقتصاد تمشيا مع القول القائل (القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود).

عيــــد الاضحى او عيد الجبير --

وهذا لايختلف عن عيدالفطر الابذهاب الناس الى بيت الله الحرام لتأدية فريضة الحج ونحر الضحايا في صباح اليوم الاول وتوزيع لحمها على الفقراء ومن البغادة من يضحي لنفسه ومنهم من يضحي لعزيز له توفاه الله

الســــــــــــــي ورق --

لعبة معروفة اعتقد ان اصلها فارسي اعتبار (السي)لفظة فارسية معناها ثلاثة فيكون اسم اللعبة (الورقات الثلاث)وهي تتلخص بما يلي:يفرش لاعب (السي ورق)قطعة قماش على الارض وبيده ثلاث اوراق من مجموعة الاسقمبيل (ورق لعب القمار)اثنتان حمراوان والثالثة سوداء يحركها بسرعة وخفة من اليمين الى اليسار وبالعكس مناديا (الاحمر الك والاسود الي يانصيب يانصيب)وحوله عدد من شركائه يوهمون الناس السذج من حملة العيديات ومعظمهم من الصبيان الذين لايعرفون ماهية القمار.وبعد ان تستقر الاوراق الثلاث على قطعة القماش يضع اللاعبون قطع النقود على ظهر الورقة التى يعتقدون بأنها حمراء وهم لا يعلمون انها السوداء وعندئذ يحالفهم الخسار

اللكـــو --

نوع من العاب القمار يمارس في ايام الاعياد حين تكون جيوب وجزادين (محافظ النقود -مفردها جزدان )الصبيان مملوءة بالعيديات وتلخص هذه اللعبة بما يلي:يفرش لاعب اللكو قطعة قماش او مشمع مقسمة الى ستة مربعات في كل مربع صورة احدى هذه الاشكال:(دنر-كوبه -ماجه -سنك -تاج وانكر ) وبيده قوطية (علبة)من التنك مفتوحة الفم في داخلها (زارات) مكعبة ومصنوعة من العاج يحمل كل وجه من وجوه هذه المكعبات نفس الاشكال المرسومة على المشمع .يحرك اللاعب قوطيته عدة مرات ثم يقلبها على المشمع بحيث تظل الزارات مغطاة بالقوطية وبعد ان يضع اللاعبون نقودهم فوق العلامات التي يتفاءلون بربحها ....يرفع القوطية ثم يوزع النقود على الرابحين ويصادر النقود الموضوعة على الاشكال التي لم تظهر اشباهها على وجوه المكعبات ومن هنا يبؤ اصحابها بالخسارة وعلى سبيل المثال اذا وضع احدهم عشرة فلوس على علامة الانكر ووضع الثاني عشرين فلسا على اشارة الدنر وتكشفت المكعبات عن (3)ماجه فالجميع خاسرون اذا رسخت المكعبات على (3)انكر فليزم ابو اللكو بدفع ثلاثين فلسا للاعب ويصادر الباقي واذا اشارت المكعبات الى (2)انكر فانه يدفع للرابح مقدارا مضاعفا ويستولي على الباقي وهكذا ...اما نداء ابو اللكو فهو --الواحد بثلاثة لكو جرب نصيبك باللكو

الأحد، 14 سبتمبر 2008

رمضان

رمضـــــــــان
رمضان شهر الخير والبركات ,شهر الطاعة والايمان يستقلبه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها ومعهم البغداديون وكل ابناء العراق احسن استقبال ففي اخر يوم من ايام شعبان يتوافد المسلمون على الجوامع ليرقبوا _على منائرها وسطوحها_ هلال شهر رمضان مرحبين بقدومه قائلين بنغم لطيف:
مرحبا بك ياشهر رمضان مرحبا بك ياشهر الخير والبركات
ويستعد البغداديون استعدادا خاصا لهذا الشهر الفضيل حيث يشترون لوازم المائدة الرمضانية كالقمر الدين والرشدة واللوز والكشمش وغيرها.وتنار احواض المنائر بالقناديل التي استعاضوا عنها بالمصابيح الكهربائية اليوم
يدور في كل محلة او في كل عدد من المحلات (الاطراف) جماعة من الناس يضربون على الدمامات في وقت السحور لايقاظ النائمين تمهيدا لصومهم . وقبل السحور تطبخ ام البيت (تمن على رشده)وتنقع طبقات القمر الدين او شربت ماء الرارنج والسكر او شربت النكوع ثم توقظ جميع افراد العائلة حتى الصغار الذين لاتشملهم فريضة الصيام (وهؤلاء انما يوقظون للاستمتاع بليالي رمضان والتعود على تلك الصفات الحميدة منذ الصغر) وقبل اذان الصباح ينادي المؤذن (اشرب الماي وعجل قبل ماياتي الصباح) ثم يصيح (امساك امساك يرحمكم الله)وليس في استطاعة احد خلال النهار ان يجاهر بالافطار حتى الشيوخ والمرضى فانهم يتمسكون بالشعائر الاسلامية ولا يعلنون افطارهم . وبعد صلاة العصر يستمعون الى (وعظ )خطيب الجامع
وعند المغرب وقبيل الاذان --تنصب الصيبية الكبيرة حافلة بأصناف عديدة من الطعام ومن عادة ام البيت ان تختار لكل يوم عددا من تلك الاصناف
يصعد صغار العائلة الى السطح العالي لسماع اذان المغرب وبمجرد انطلاقه من المنائر يقيمون الدنيا بصياحهم تضامنا مع صغار المحلة :ياصايمين افطروا كشفوا النجانه واكلوا
يبدأ(ابو البيت وبقية افراد العائلة فطورهم اولا بأكل (فردة تمر)وهذه سنة مأثورة عن الرسول(ص)ثم الشوربة وبعدئذ ياتون على ماهو موجود في الصينية
طبخـــــــــات رمضــــان --
تختار ام البيت لكل يوم من ايام رمضان بعض هذه الاكلات :شوربة- تشريب-هريسة -كبة والغالب ان تكون كبة حلب (وقد سألت عنها في حلب فعلمت انهم يسمونها كبة بغداد ولاادري ما سر توارد الخواطر هذا!!)-او كبة برغل -كبة حامض -مخلمة باجه-عروك-كباب مشوي او مقلي-تكة -دولمة محلبي-زردة وحليب -حلاوة تمر -مع الحلويات :بقلاوة -ازلابية -برمة-قطايف -شعر بنات
ولبائع حلويات رمضان نداء خاص منغم يعلن فيه عن سلعته حين ينادي:
ازلابية وبقلاوة وشعر بنات وين اولي وين أبات أبات بالدربونة أخاف من البزونة أبات بالمحطة تجي عليه البطة
اما بائع الزلابية وحدها فينادي:ابعانتين أوكيه,بعيار البلدية ,والدهن دهن لية ولحد يعتب عليه
ورمضان فاتن في لياليه فبعد صلاة العشاء وصلاة التراويح يذهب بعض البغادة الى المقاهي للتسلي بلعبة المحيبس او لعبة الصينية وبعضهم يقصد اقرباءه او اصدقاءه لقضاء (التعلولة)حتى موعد تناول السحور .اما النساء فتراهن مشغولات بيهئة وخياطة ملابس العيد وقبيل حلوله يبدأعمل الكليجة
اما الاولاد والصبيان فيلعبون مع اقرانهم اولاد المحلة في الدرابين مختلف الالعاب السائدة في بغداد
وداع رمضـــان --
في اليوم الاخير من شهر رمضان يقف المسلمون فوق السطوح وعلى احواض المنائر لمراقبة هلال شوال وعند رؤيته يودعون رمضان قائلين الوداع ياشهر رمضان .............الوداع ياشهر الطاعة والغفران
سحور اليتيمة --
في ليلة العيد يتناول من كان صائما اكلا خفيفا قبل النوم وهذا مايسمى بسحور اليتيمة
الفطــــــــرة --
صدقة توزع على الفقراء اما نقودا او حنطة او اقمشة وغيرها عن كل فرد من افراد العائلة حتى لو كان جنينا في بطن امه او خادما ان كان للعائلة خادم
كليجـــــة العيــــد --
يهئ ابو البيت الكمية المطلوبة من الطحين الحنطة تمهيدا لعمل كليجة العيد التي لابد من عملها واغلب عوائل بغداد لازالت على عادتها في هذا الصدد.كما تهئ ام البيت مواد الحشو بعد ان تكسر الجوز وتدق اللب وتخلطه مع السكر والهيل.ثم تبدأ بتفليس التمر الخستاوي (اى استخراج النوى منه).وفي موعد عمل الكليجة يضاف الى المنظف كمية من الدهن المحروق ثم يعجن التمر عجنا جيدا حتى يتداخل مع الدهن كما تهئ الحوائج وهي مجموعة من المواد العطاريه يجمعها العطار وتتألف من (حبة حلوة -كزبرة-حبة سودة-كركم -كمون) وتخلط مع الطحين قبل عجنه لتعطي الكليجة نكهة مستحبة
تهيئــــــة العجين --
توضع كمية الطحين المراد عجنه في طشت كبير مخلوطة بكمية مناسبة من الحوائج وملح الطعام ثم يسكب الدهن (بعد ان يضرب داغ)ثم توضع الخميرة الكافية .وبعد ان يختمر يقسم الى مياسر(جمع ميسر) وهي قطعة مستطيلة من العجين ثم يتعاون معظم افراد العائلة في عمل كليجة العيد وفق منهج خاص
فك العجين--
هناك تختة خاصة مدورة الشكل سطحها املس تسمى (تختة الكليجة) وهناك (الشيبك)وهو اداة خشبية اسطوانية الشكل ملساء تستعمل لفك العجين عند عمل الكليجة او خبز الاركاك وغيرها من شغل العجين وتكون في نهايتي الشيبك قبضتان في نهاية كل قبضة نقشة خاصة تستعمل في زخرفة خفيفيات الكليجة
يؤخذ العجين ميسرا بعد الاخر ويقطع الى قطع صغيرة تسمى (شنكه)وكل شنكه تفك اولا ثم تعمل اولا ام (خفيفية)وهي مدورة الشكل تطمغ عدة طمغات بنقشة الشيبك وتدك عدة مرات باسنان الجطل (الشوكة)او (سمبكساية) وهي محشاة بالجوز والشكر حيث تفك الشنكة اولا كما اسلفنا ويوضع في داخلها قليل من السكر والجوز ثم تطوى قطعة العجين المدورة وتضفر حواشيها لتكون مغلفة على ما فيها من حشو اما النوع الثالث وهو ام التمر وتسمى (..... العبده) فلا سبيل الى الحصول عليه الابعد ان تفك شنكة العجين اولا كما في عمل الخفيفيات ويوضع في وسطها قليل من التمر المهيأ سلفا وتطوى نهايات الخفيفية على التمر لتصبح مستطيلة الشكل تقريبا
وهناك من البغادة من يعمل لعابات للجهال -الصغار
وعند اكمال شغل الكليجة تطلى وجوه جميع القطع خفيفيات كانت ام سمبكسايات بصفار البيض ثم تخبز بالتنور وتحفظ جاهزة الى ايام العيد

صوم---زكريا

صوم --زكريا
في الاحد الاول من شهر شعبان من كل سنة يقيم بعض عوائل بغداد افراحا بمناسبة (صيام اول احد او زكريا)هكذا يسمونه ايفاء بنذر حققه الله لهن ولابد من اقامة هذه الافر اح بصيام خرساني (بلا كلام ولاطعام ولاشراب) لوجه الله تعالى حيث جاء في سورة مريم من القران الكريم ان النبي زكريا قد طلب من الله عز وجل ان يرزقه بولد يخلفه فقال سبحانه تعالى:بسم الله الحمن الرحيم (يازكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل لة من قبل سميا قال ربي انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك ولم تك شيئا قال ربي اجعل لي اية قال اتيك الاتكلم الناس ثلاث ليال سويا.)صدق الله العظيم
والتهيؤ لصيام زكريا يجري قبل مدة حيث يهيأ لكل ولد في البيت ابريق صغير من الفخار ولكل بنت صغيرة من الفخار ايضا ويخاط حول كل ابريق وتنكه قطعة قماش خفيفة يوضع في داخلها كمية من الشعير كما توضع في فم التنك والاباريق صرة صغيرة تحتوي على كمية من الشعير ايضا ويسقى ذلك الشعير يوميا اى يرش بالماء حتى (يزرع الشعير )وينمو ويزهو منظر الاباريق والتنك الصغيرة بالعشب الاخضر
وفي مساء اليوم المذكور تنصب صينية كبيرة في محل مناسب من الدار يثبت عليها عدد من الشموع مع الاس .وتكون شمعة صاحب النذر كبيرة ومن نوع شمع العسل الاصفر وتنصب في مركز الصينية كما توزع الاباريق والتنك المزروعة في الصينية وبينها اوان صغيرة يحتوي كل اناء على نوع من الانواع:
لهوم-وهو سمسم مسحون ومخلوط بالسكر
مخلط-وهو خليط من الحمص وحب الرقي وحب الشجر المقلي والزبيب الاسود والملبس والحامض حلو وجعب الغزال ولوزينه وغيرها مع زرده وحليب وقد جاء ذكرها في (اكلات بغداد )مع اللبن والخضروات (كراث ورشاد وكرفس)وتسمى زرع او خضار
وقبيل الفطور يهيأ لطالبة النذر فطور خاص ولابد لها ان تبدأافطارها على (خبز شعير وماء بير )كما تتلي سورة مريم من القران الكريم وعند الافطار تتكلم برفع الشكر الى الله العلي القدير.وبعد انتهاء الفطور ترسل كمية من محتويات الصينية الى الجوارين ومن تريد طلب نذر جديد فعليها ان توقد شمعة في صينية احد الاصدقاء فاذا تحقق نذرها وجب عليها القيام بما ذكرنا في كل اول من شهر شعبان من كل سنة

حمامات بغداد

حمامات بغداد
النظافة ركن من اركان الاسلام الخمسة وتشبثا بها كثرت الحمامات في بغداد ومعظم مدن العراق ومن هذه الحمامات مايختص بالرجال وم يختص بالنساء وبعضها مشترك (من الساعة الثامنة صباحا حتى اذان المغرب للنساء ومن بعد اذان المغرب حتى الصباح للرجال)وساحاول هنا وصف حمام بغدادي يتناول اسلوب الاستحمام فالذي يدخل الحمام للاستحمام يستقبله القسم الاول ويسمى (المنزع)وهو فناء واسع صفت فية اعداد من التخوت (جمع تخت)وفي احدى جهتيه محل للحلاق واخر للجايجي.يحمل المستحم (البقجة جوه ابطه)وتحتوي على المناشف وهي مؤلفة من ثلاث قطع واحدة يتوزر (يتأزر)بها بعد الاستحمام والثانية يضعها على كتفه لتغطية ظهره وصدره والثالثة وتكون عادة صغيرة وتسمى (اكطيفيه)يلف بها راسه مع الملابس الداخلية النظيفة والليفة والصابونة
يستقبله احد عمال الحمام (الصانع)ويقوده الى احد التخوت الخالية ويفرش له مفرشا على الحصيرة الخيزران فوق ذلك التخت ثم يحضر له
(الوزره)ويسمى فوطه مع زوج قبقاب خشبي وبعد ان يخلع المستحم ملابسه (ويتوزر بالوزره)-اى يلفها على جسمه من المحزم حتى الاسفل_يلف ملابسه بالمفرش ويتركها في زواية التخت ,ومنهم من يسصحب وزرته الخاصة وقد تكون بشطمال .ويلبس القبقاب الخشبي ويحمل بيده الليفة والصابونة ثم يودع ماعنده من اشياء ثمينة لدى المحممجي الذي يكون محل جلوسه بالقرب من مدخل الحمام
يدخل من خلال باب اخرى الى فناء اصغر من الاول يسمى (مابين)اى بين بابين ويكون عادة في هذا المكان محل خاص مرتب على شكل غرف صغيرة لاستعمال (دوه الحمام)اوما يسمى (حنه بيضه)وهو عبارة عن مزيج من النورة البيضاء والزرنيخ يستعمل لازالة الشعر (ومن امثالهم قولهم :الصيت للنورة والفعل للزرنيخ) وفي الجهة المقابلة تقع دورة المياه (الابدس خانه او الخلاء).ثم يدخل الى القسم الثالث من الحمام وهو محل الاستحمام ويكون مظلما نسبيا على الرغم من وجود (السمايات)وهي فتحات (مركومه)مغطاة بالزجاج وتكون عادة في كل عرقجين سمايه.والعرقجين تسمية لعقادة سقف الحمام حيث يكون على شكل نصف دائرة. وسميت بالعرقجين نسبة الى لباس الرأس الذي يلف البغدادي حوله جراويته واصل الكلمة تركية من مقطعين (عرق-جين)اى مصاص العرق
هذا فضلا عن قناديل الشيرج (زيت السمسم) ذات الذبالة الراقصة والموزعة هنا وهناك لاجل اشاعة النور في ذلك المحل الذي يزداد ظلامه بكثافة بخار الماء
في منتصف محل الاغتسال تكون عادة دكه دائرية او مضلعة حارة يجلس عليها المستحم عند دخوله الحمام حتى (يتعرك)اى يظهر العرق على جسمه وفي هذه الاثناء ينظف كعب قدمه بالحجر وهذه العملية تسمى (التحجير).هناك احواض صخرية ركبت على كل حوض حنفيتان واحدة للماء الحار والاخرى للماء البارد كما جهز كل حوض بعدد من الطاسات المعدنية يستعملها المستحم لاجل اغتراف الماء من الحوض عند الاغتسال.وتكون ارضية جميع اقسام الحمام الداخلية مقيره اىمكسوة بالقير
الدلاك --
رجل امتهن حرفة تنظيف ابدان الرجال لقاء اجر معلوم وفي كل حمام عدد من الدلاكين ولكل منهم زبائنه اى معاميله
بعد جلوس المستحم على الدجه الحارة لفترة قصيرة يتصبب بعدها عرقا شديدا تتناوله يد الدلاك بالدلك بادئ الامر بيديه ثم باستعمال الكيس وكيس الحمام يلبس بالكف وقماشه مصنوع من الشعر والصوف
يبدأالدلاك او (المدلكجي)بتكييس جسم المستحم مبتدئا بالذراعين ثم الصدر والظهر ثم يطلب منه الاضطجاع على ظهره لتكييس الساقين والبطن ثم يطلب منه ان ينقلب على صدره لتدليك ظهره واليتيه جامعا عددا من فتايل الوسخ يرميها امام المستحم مظهرا بذلك مهارته واتقانه منهة الدلاكه ان جاز التعبير لنا تسميتها مهنة.ثم يقود زبونه الى اقرب احد الاحواض لاجل غسل شعرراسه بالماء والصابون وغسل جسمه بالليفه والصابون حيث يستخدم طاسه خاصة مصنوعة من الصفر المبيض لاجل عمل رغوة الصابون .وبعد ان ينتهي الدلاك من عمله يبدأ المستحم بالوضوء والسبح ثم يضرب بالطاسة على حافة الحوض محدثا في ذلك صوتا فلا تسمع بعدئذ الاصوت (صانع)من الخارج يصيح جا.....ك ويسمى (المطلعجي)فيطلب منه المستحم ان يجلب له مناشفه الخاصة ان كانت معه او يستعمل مناشف الحمام .وبعد خروجه الى القسم الاول والجلوس على التخت بالقرب من ملابسه يأتي صانع اخر ليبدل له المناشف التي تبللت نتيجة الماء والعرق ثم يسمع عبارة
نعيما من الحممجي وبعض الزبائن فيرد عليهم بقوله (انعم الله عليك اغاتي)او اشكرك وبعد ان ينشف عرقه ويدخن سكارة يطلب استكان جاي او دارسين ثم يبدأ بارتداء ملابسه بينما يقوم الصانع بتصفيط (طوي)المناشف وجمع الملابس الوسخة ووضعها في البقجة ثم يخرج المستحم بعد دفع ما عليه من اجور وبخشيش للصناع
ومن عادات البغداديين انهم يأكلون الفاكهة (الرمان -النومي حلو -والبرتقال)في الحمام كما انهم يستعملون الحنه والوسمه لاجل صبغ شيب الرأس واحسن انواع (الحنه والوسمه) ما انتجته ايران ومنهم من يضيف الخل للحناء حتى يثبت الصبغ ومنهم من يخلط القهوة المقلاة والمسحونة مع الحنه.ولم يقتصر استعمال الحنه والوسمه لصبغ الشيب على جنس وانما يستعمله كلا الجنسين.ولا تختلف حمامات النساء وطريقة الاستحمام عن حمامات الرجال الا في بقاء النساء في الحمام مدة اطول يتناولن خلالها طعام الغذاء واغلبه كما اسلفنا (الكباب)وقد تطرقت الى ماتستصحبه النساء معهن في موضوع حمام العروس
الوقود --
يتألف وقود كرخان تلك الحمامات من فضلات الحيوانات (الروث)ويترك ذلك الوقود رمادا اسود اللون يخرجه (الوقاد)وهو الذي يتولى اشعال النار ومراقبتها ومدها بالوقود بين فترة واخرى ومحل جمع الرماد الاسود المتراكم يسمى (الطمه)وهناك من يشوي الشلغم والشوندر بالطمه حيث يكون طعمها مشويا الذ منه مسلوقا
ينقل الرماد المتراكم بواسطة الحمير خارج الطمه حيث يباع لاستخدامه في البناء اذ كان يخلط مع النورة اى (لجير المطفئ)كما يخلط الاسمنت مع الرمل اليوم

الغزل

الغزل
تغزل البغداديات صوف الغنم في البيوت وفي اوقات فراغهن بواسطة الة بسيطة من الخشب تسمى مغزل
وبعد غسل جزة الغنم غسلا جيدا تمشط بعد يباسها بمشط خاص عبارة عن لوحة خشبية يبلغ طولها حوالي 50سم وعرضها حوالي 20سم مثبت في احدى نهايتيها اسنان حديدية مرصوفة بثلاثة صفوف متوازية طول كل سن حوالي 20سم .تبدأالمرأة عادة بمشط جزة الصوف عدة مرات ثم توزعه الى قطع صغيرة تسمى كل قطعة (عميته)والفضلات المستخرجة من الجزة تسمى كرد (الصوف المعقد)وهي تستخدم في تحشية المنادر او المخاديد التجي
وبعد غزل عدد من العمايت تقوم المرأة بنقل الصوف المغزول من المغزل الى الة يدوية مصنوعة من القصب تسمى (السربس)وبعد لف الغزيل على السربس يرش بقليل من الماء ثم ينزع الغزل من السربس ويلف لفة خاصة تسمى عندئذ (وشيعة)وبعد جمع الوشايع اللازمة لحياكة عباءة الرجل تدفع الى الحائك الذى يقوم بحياكتها ثم يأخذها الى خياط العبي لخياطتها
وعباءة الجل الصيفية تسمى (جزيه) ولونها (الاسود- الابيض- احمر غنم) وهي نفس الوان صوف الغنم كما ان الصوف المغزول في البيوت تحاك منه عبي النساء والمحارم لتغطية الافرشة او الجواجيم التي تقوم مقام البطانيات اليوم وكذلك القماش الذي يفصل منه (البشت)وهو كالزبون بالضبط ويلبسه القصاب اثناء عمله.ولكل نوع من الغزول مغزل خاص فهناك الغزل الرفيع والمتوسط والغليظ لحياكة الجواجيم .كما تبرم النساء البريسم (الحرير)بواسطة مغازل خاصة وذلك بعد فك وشايع البريسم ولفها على النبوبات ثم تبرم تمهيدا لحياكة الفوط.واذا ذهبت المرأة لزيارة صديقتها او جارتها فلا يفارق المغزل يدها.اما الحياكة فمنتشرة في محلات عديدة من بغداد منها باب الشيخ والشواكة والكريمات والكاظمية والاعظمية